السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحريات جمع حرية، والحرية معناه الإذن في التصرف، والإذن في التصرف أنواع عديدة، فمنه الإذن في التصرف في المال، والإذن في التصرف في السفر ونحو ذلك، وهذه الحريات متاحة مكفولة.
ولكن ليس معناها الخروج عن العبودية لله تعالى، بل الناس جميعاً عباد خلقهم الله تعالى لحكمة بينها وهي عبادته.
وليس من حقوقهم أن يتخلصوا من دين الله تعالى ولا من شرعه ولا مما بين لهم، فليس هذا من الحرية، بل من الحرية أن يكونوا عباداً لله تعالى، وأن يتخلصوا من هواهم ومن طاعة شياطينهم فهذه هي الحرية الحقيقية.
كثير من الناس يُعَبِّدُ نفسه للهوى والشيطان بحجة الحرية، ويرى أنه نال حريته حين تخلص من دين الله والواقع أنه ارتكس في أدران العبودية للمخلوق حين عجز عن أن يحقق العبادة لله تعالى التي تشرف صاحبها ارتكس في أدران العبودية للمخلوق فأصبح عبداً للهوى وعبداً للشيطان وعبداً للنفس الأمارة بالسوء فازدادت عبودياته وازدادت القيود عليه.
ولذلك فإن فكرة الوجودية وهي نظرية سارتر المعروفة الفيلسوف الفرنسي صاحب هذه النظرية تدعو لتخليص الناس من كل الأديان والأخلاق وكل ما كان لديهم من تراث، فتدعو لأن يخرج الناس عراة في الشوارع كما تخرج الحمر والبهائم.
وهذا غاية في السخافة والمذلة والهوان وهو ليس من الحرية في شيء، إنما هو من العبودية للهوى والشيطان، ولذلك تسمعون اليوم عن عباد الشيطان وهم قوم محضوا أنفسهم لعبادة الشيطان وسموا أنفسهم عباد الشيطان ، واتبعوا أهواءهم وما زينت لهم شياطينهم فكانوا في غاية العبودية كانوا في غاية العبودية للشياطين ولمن هم أدنى منهم وأقل منزلة وأدنى حالاً، فحين عجزوا عن عبادة الله تعالى عَبَّدُوا أنفسهم للشيطان نعوذ بالله.
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو
على شبكة الإنترنت